كتب : مستقبل المنطقة في ظل مرور مائة عام على اتفاقية سايكس بيكو

تصدير

أ. محمد سالم الراشد  

رئيس مجموعة التفكير الإستراتيجي

في أواخر القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر، بدأ الضعف يدب تدريجياً في كيان الدولة العثمانية، أدى ذلك إلى ظهور حركات انفصالية، كما أدى إلى بداية حقبة استعمارية للدول العربية.

ومع بدايات القرن العشرين سقطت أغلب المناطق العربية تحت الاستعمار الأجنبي، وتسبب هذا الاستعمار وتنوعه بين الإنجليز والفرنسيين والإيطاليين في نشأة الدول العربية بشكلها الحديث طبقاً لكل منطقة سقطت تحت الاستعمار.

في عام 1916م وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى بهزيمة الدولة العثمانية، وقعت بريطانيا وفرنسا اتفاقاً سرياً تحت مسمى اتفاقية «سايكس بيكو» يحدد مناطق سيطرة ونفوذ كلا الطرفين على منطقة الهلال الخصيب التي كانت تحت الحكم العثماني آنذاك.

وأصبحت لبنان تحت الإدارة المباشرة لفرنسا فيما أصبحت سوريا منطقة نفوذ فرنسي، وعلى الجانب الآخر أصبحت العراق والكويت تحت الإدارة البريطانية المباشرة فيما أصبحت الأردن وشمال السعودية تحت النفوذ البريطاني، وبقيت فلسطين منطقة محايدة.

وفي الخمسينيات من القرن العشرين وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، بدأت الدول العربية تتخلص تدريجياً من الاستعمار الأجنبي، وبدأ كل جزء يتمكن من الحصول على استقلاله يكون دولته الخاصة.

لقد مثلت معاهدة «سايكس بيكو» الأساس الجغرافي وحتى الديمجرافي للعالم الإسلامي منذ بداية القرن العشرين وحتي يومنا هذا، واليوم تعيش المنطقة تغيرات ثورية إستراتيجية وسياسية على مستوى الإقليم والدولة والمجتمع، ومع تطور التدخل والنفوذ الأجنبي للقوى والدول الكبرى في المنطقة ونشوء قوى إقليمية كإيران وتركيا تنافس نفوذ المشروع الصهيوني في المنطقة العربية حيث تعيش المنطقة حالة صراع وفشل سياسي واقتصادي وحتى نزوح ديمجرافي يأذن بتغيرات جيوستراتيجية في المنطقة العربية؛ مما يهيئ الأرضية لتنفيذ سيناريوهات سبق أن نشرت عبر مصادر فكرية وسياسية حول إعادة تقسيم المنطقة من جديد بما يخدم مصالح الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة وبما يحقق للمشروع الصهيوني امتداده ونفوذه وتأمل قوى إقليمية أخرى كإيران أن تتمدد جيوستراتيجياً للاستفادة من الظروف المستجدة بما يحقق مشروعها الخاص بها.

ويسعد مجموعة التفكير الإستراتيجي بالتعاون مع مركز SETA أن تعقد هذه الندوة لمناقشة جذور وآثار اتفاقية «سايكس بيكو» ونتائجها في المنطقة العربية والتوقعات المستقبلية للمنطقة على ضوء التحديات المستجدة.

وننشر هذا الإصدار ليستفيد منه جميع المهتمين من الخبراء ومراكز الدراسات وصناع القرار في المنطقة.

تحميل المرفقات :

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي مجموعة التفكير الاستراتيجي

قيم الموضوع
(1 تصويت)
Go to top