يتألف البحث من أربعة محاور تسلط الضوء على أسباب وآثار التدخل الروسي في سورية والذي وصل منذ شهر أيلول سبتمبر 2015 حد الغزو المباشر بالتعاون مع ميليشيات إيران وحرسها الثوري:

 القسم الأول مقدمة توضح النظرة الروسية إلى الشرق الأوسط ككل وخصوصاً سورية منذ عصر القياصرة مروراً بالاتحاد السوفيتي السابق وصولاً لروسيا الحالية، لنستخلص منها مرتكزات النظرة الروسية واستراتيجيتها في المنطقة، وأوجه التشابه والتقاطعات بين هذه الأطوار الثلاثة.

الثاني يركز على آثار التدخل الروسي على الوضع الداخلي السوري، وما جره الغزو الروسي على الصعد العسكرية وتعميق معاناة السوريين.

الثالث يبحث في آثار الغزو الروسي لسورية على الصعيد الإقليمي، ومحاولة روسيا إعادة رسم وتحديد موازين القوة في المنطقة وفق المصالح الروسية التي سيتم الحديث عنها في المقدمة.

الرابع ويبحث في آثار التدخل الروسي في سورية على الصعيد الدولي، ومحاولة روسيا إعادة تعريف نفسها كقوةٍ عالمية وكقطبٍ موازٍ ومنافس للولايات المتحدة الأميركية يدافع بالقوة العسكرية عما يعتبره مناطق نفوذه.  

وقد أعتمد في هذه الورقة على منهج التحليل الوصفي، عبر المدخل التاريخي لدراسة العلاقات الدولية ومدخل الجيوبوليتيك بغية الوصول إلى أوضح صورةٍ ممكنة لآثار التدخل الروسي في سورية على الأصعدة الثلاث السابق ذكرها، كما لم تهمل الورقة إلقاء الضوء على النسق السلوكي والعقدي الذي تبني من خلاله القيادة الروسية استراتيجياتها في المنطقة.

أولاً: مقدمة ومدخل تاريخي

تتضمن المقدمة بعض الأحداث والمواقف والرؤى الروسية علها تكون معيناً لنا في توضيح بعض النقاط لاحقاً.

يرتبط الطموح الروسي في الشرق الأوسط عموماً بنظرة استراتيجية تستند إلى مناح جيوسياسية ودينية واقتصادية وثقافية، فروسيا تعتبر الشرق الأوسط منطقة جغرافية مجاورة لحدودها الجنوبية تؤثر في أمنها القومي واقتصادها. كما أن روسيا حاولت وتحاول فرض وصايتها على أرثوذكس العالم وترى في موسكو روما الثالثة بعد خسارة الأولى لصالح الكاثوليك وخسارة الثانية (القسطنطينية) لصالح المسلمين. وقد ورد في وصية القيصر بطرس الأكبر " لا تنسوا العمل على السيطرة على البحر الأسود والزحف إلى الجنوب للاستيلاء على القسطنطينية لأن من يحكمها يحكم العالم

لتحميل الدراسة كاملة من هنا 

 

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي مجموعة التفكير الاستراتيجي

قيم الموضوع
(0 أصوات)
Go to top