الموسم الصيفي الرابع 2021للشباب :الشباب والقيادة الاستراتيجية

مجموعة التفكير الاستراتيجي

نادي الشباب للتفكير الاستراتيجي

بالتعاون مع جامعة ابن خلدون في اسطنبول

تنظم الموسم الصيفي الرابع للشباب بعنوان:

“الشباب والقيادة الاستراتيجية “

نظمت مجموعة التفكير الاستراتيجي وناديها من خلال منصة نادي الشباب للتفكير الاستراتيجي بالتعاون مع جامعة ابن خلدون الموسم الصيفي الرابع للشباب في التفكير الاستراتيجي، على مدى أربعة أيام من 1 -4 تشرين الثاني أكتوبر 2021.

افتتح رئيس نادي الشباب للتفكير الاستراتيجي د. فراس القواسمة البرنامج معرِّفاً به وبأهدافه، مقدِّماً لكلمة رئيس مجموعة التفكير الاستراتيجي الأستاذ محمد سالم الراشد، الذي أكد على أهمية الوعي الاستراتيجي من حيث كونه مكملاً لقوة الإيمان والعقل، متوقفاً عند آليات هذا الوعي، مؤكداً على ضرورة الانتقال من عقلية استهلاك الثقافة إلى صناعتها، داعياً إلى إنتاج قيادة واعية تعمل على تطوير المهارات المعرفية وبناء العقلية الاستراتيجية.

هذا وقد استهل البرنامج أولى جلساته بمحاضرة تدريبية عنوانها: إستراتيجيات إدارة الذات، قدمها الدكتور أحمد بوزبَر المستشار والمدرب المعتمد في التخطيط الإستراتيجي والتنمية البشرية، وكذلك تدريب المدربين والتطوير المؤسسي، أدارتها الأستاذة سهاد عكيلة.التي أكّد فيها الدكتور على أنه لا قيادة للمؤسسات بدون قيادة الذات، متوقفاً عند التاءات الست التي تشكّل إستراتيجيات فعّالة لإدارة الذات وهي: التعرف على الذات، تغيير القناعات، تنويع القدرات، ترشيد القرارات، توازن العلاقات، وصولاً إلى تاء التمتع بالعمل والحياة.. مع ما يكتنفها من تقدير الذات وتقبلها وحبها وحمايتها وتنميتها، على مكوّنات الذات الأربعة: الذات العضوية والعقلية والانفعالية والاجتماعية..

المحاضرة الثانية كانت بعنوان: "كيف تتغير القيادة لما بعد كوفيد 19.. ولمواجهة الأزمنة الاستثنائية (التدريب القيادي – الإداري – التربوي)" قدمها الدكتور عبد الحليم زيدان رئيس معهد برامج التنمية الحضارية/لبنان، وأدارها الدكتور حمزة نواهضة. توقف المحاضر عند الإعداد القيادي والإداري والتخطيط الاستراتيجي أثناء الجوائح.. مشيراً إلى الاعتبارات الحاكمة لتحقيق فاعلية الإعداد.. هذا وقد أكد على أن لكل مجالٍ أو تخصص عام لا بد من: قادة مبدعين، رواد مبتكرين، منفذين محترفين، ومحركين جاذبين.. لافتاً إلى ضرورة تهيئة المناخ الملائم لصناعة الثقافة والوعي والقناعات والممارسات والمعايير المجتمعية، لنشكل معاً ضوابط ومحددات السير.. وقد توقف عند أساليب القيادة ونماذج القادة.

في اليوم الثاني تابع المخيم جلساته مستهلاً بمحاضرة عنوانها: "نماذج الحكم في العالم العربي" قدمها أستاذ علم الاجتماع في جامعة قرطاج / تونس الدكتور عبد الستار رجب، وأدارها الأستاذ حناني حناني محمد الأمين. توقف المحاضر عند سرديات الاستقلال والعروبة والسياق الحضاري والتجديد التاريخي في النصف الثاني من القرن الواحد والعشرين، مشيراً إلى ضعف التجربة في العالم العربي وضعف واقع النخبة العربية وعجز القوى الحية عن ترسيخ الوطنية الجامعة للإطار الدستوري والأخلاقي اللازم لبناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة. هذا وقد تعرض المحاضر لإشكالية العلة الحُكمية والنموذج الحديث للدولة المدنية في ظل استدامة الاستغلال السياسي، متوقفاً عند ما يسمى "الفريضة الغائبة في العالم العربي" وهي: العمل والوعي من أجل التغيير، متطرقاً لتعريف النظام بنوعيه: النظام السياسي والنظام الحُكمي والقواعد الناظمة لهما.

"صناعة رجل الدولة"، عنوان المحاضرة الثانية التي قدمها الوزير الأسبق لشؤون التخطيط والمعلومات في السودان الدكتور محمد حسين أبو صالح، وأدارتها الأستاذة هاجر الشبلي. عمد المحاضر إلى تحرير مصطلح رجل الدولة، مشيراً إلى أن هذه الصناعة تتصل بشكل مباشر بالهندسة الإنسانية التي يتم من خلالها بناء الإنسان بمختلف أبعاده.. مؤكداً على جملة من الصفات والمهارات التي ينبغي على رجل الدولة الأمر الذي يؤهله لامتلاك الرؤية والعمل على بلورة مسار الدولة الذي يفضي لبلوغ غايات مستقبلية بعيدة. هذا وقد قدم المحاضِر جملة من السمات التي تميّز رجل الدولة، منها: الإدراك العميق لتعقيدات البيئة الداخلية، الالتزام بالأخلاق، احترام دولة القانون والالتزام بإقامة العدالة، وغيرها من السمات..

"العرب والتحول الرقمي".. عنوان المحاضرة الثالثة ضمن محاضرات اليوم الثاني للمخيم.. قدمها نائب مدير عام الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات في دولة الكويت الدكتور عمار الحسيني.. وأدارتها الأستاذة سهاد عكيلة.. توقف المحاضِر عند عناصر التحول الرقمي من هندسة للإجراءات والعمليات التقنية، إلى تدريب للقوى البشرية على الرقمنة وغيرها، معتبراً أن العنصر البشري هو الحاسم في عملية التحول الرقمي. هذا وقد سلط الضوء على أهم التحديات التي تواجه عملية التحول الرقمي في العالم العربي، منها مقاومة ثقافية التغيير، النقص في المهارات والخبرات في مجال نظم المعلومات، وعدم وضوح الرؤية فضلاً عن غياب الاستراتيجية لهذا التحول، بالإضافة إلى تحديات الأمن السيبراني.. مؤكداً على أن التحول الرقمي أصبح ضرورة من أجل البقاء والاستمرار والمنافسة.

هذا وقد افتتح المخيم يومه الثالث بمحاضرة: تحت عنوان"مستقبل العالم العربي في ضوء المشاريع المتصارعة في المنطقة"، قدمها أستاذ الدراسات المستقبلية والاستشرافية بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا الدكتور مالك المهدي، وأدارها الأستاذ خباب عبد المقصود. أكد المحاضِر على ضرورة توضيح وتوحيد المفاهيم والتعريفات الأساسية، مشيراً إلى أن الخطط الاستراتيجية إنما هي آليات تنفيذ لرؤى مستقبلية. معتبراً أن التعويل في قيادة التغيير على الشباب ووفقاً لرؤيتهم؛ وذلك من خلال مؤسسات تضع الآليات والخطط الاستراتيجية، واصفاً الواقع العربي بعدم الاستقرار بسبب تصارع المشاريع المستقبلية مع غياب الرؤية العربية الموحدة، وبأن حقوق الانسان في مشوهة وتحتاج لتوضيح وتفسير وفق المنظومة الاسلامية.

المحاضرة الثانية جاءت بعنوان: "المشروع الأوروبي والعلاقات الأطلسية في عالم متغير.. قراءة في التحولات والتطورات"، قدمها الكاتب والمحلل في الشؤون الأوروبية والدولية الدكتور حسام شاكر، وأدارها الدكتور زاوي رابح.

ذكر المحاضر أن المشروع الأوروبي بُني على وجود قارة أوربية قائمة على التنوع والحضور والنفوذ الدولي اعتماداً على الحريات الأربع، وهي تمكين الأفراد والسلع والخدمات ورأس المال من التحرك بحرية بين الدول الأعضاء وتكوين سياسة استراتيجية فاعلة في عالم متعدد الأقطاب، وقد شهد المشروع الأوروبي جملة من التطورات، أهمها على سبيل المثال لا الحصر البركسل وتصويت بريطانيا على الخروج من الاتحاد، الأمر الذي يشير بخسارة أوربا لقسط كبير من ثقلها الاستراتيجي على المستويين الاستراتيجي الدولي والمستوى العسكري الدفاعي فضلاً عن الجانب الاقتصادي. متوقفاً عند نهج التوسع الذي ضم دول من شرق أوروبا ووسطها، هذه الدول تعتبر الأقرب في المصالح والعلاقات للولايات المتحدة الأمريكية منها للعمق الأوروبي، الأمر الذي يؤدي إلى اتساع النفوذ الأمريكي ضمن مشروع الاتحاد الأوروبي ولانحياز أوروبا إلى سياسات وقراءات أمريكية.

المحاضرة الثالثة جاءت بعنوان: "اتجاهات النظام العالمي الجديد" قدمها د. أحمد رمضان مدير عام مركز لندن للاستراتيجيات الإعلامية ومدير الاستشارات الاستراتيجية في SNC، وأدارها الأستاذة رندة بيوضة. قدم المحاضر لمحاضرته بمدخل عن النظام العالمي، متوقفاً عند السمات العامة التي تجمع بين نهج الولايات المتحدة والنظام الدولي الجديد، مشيراً إلى أدوات النظام العالمي الليبرالي وعناصر النظام الدولي.

هذا وقد ختم المخيم أعماله في اليوم الرابع لانطلاقته بمداخلة لرئيس نادي الشباب للتفكير الاستراتيجي الدكتور فراس القواسمة الذي تحدث عن النادي وأهدافه الاستراتيجية وسياساته وقيمه معرِّفاً بمشاريع الحالية ودوره في العمل على نهضة الأمة فكراً ووعياً، متوقفاً عند أبرز التحديات التي يواجهها الشباب في وعيهم الاستراتيجي. وتم فتح المجال أمام الحضور للإدلاء بآرائهم ومقترحاتهم العملية المتعلقة بدور الشباب في نهضة الأمة وصناعة مستقبلها ضمن جلسة أدارها عضو اللجنة التنفيذية في النادي الأستاذ خباب عبد المقصود. هذا وقد عكست مقترحات الحضور تعطش الشباب للإسهام في نهضة الأمة، وللمشاركة في مشروع موحد يشمل الاقتصاد والسياسة والتعليم.. مطالبين بتدريب الشباب وتوعيتهم وتعزيز قدراتهم من خلال دورات تدريبية وورش عمل مستمرة، مع التركيز على الدراسات المستقبلية الاستشرافية. وكانت الكلمة الختامية لرئيس مجموعة التفكير الاستراتيجي الأستاذ محمد سالم الراشد، شاكراً القائمين على المخيم والمحاضرين الذين أثروا المخيم، والحضور الذين تفاعلوا وقدموا المقترحات، داعياً فيها الشباب للتسلح بالوعي الإستراتيجي ضمن خطط منهجية للإسهام في مشروع النهضة.

يُذكر أن أعمال المخيم قد شهدت تفاعلاً مميزاً من قِبَل الحضور والمشاركين تجاوز 1500 مشارك مع إقبالٍ لافت على التسجيل في عضوية نادي الشباب للتفكير الاستراتيجي.

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي مجموعة التفكير الاستراتيجي

قيم الموضوع
(0 أصوات)
Go to top