تم تداول خبر حول وضع الولايات المتحدة لتنظيم الإخوان المسلمين بين التنظيمات الإرهابية. الحقيقة إنه لم يتم حتى الآن إصدار قرار رسمي من الولايات المتحدة بهذا الخصوص، وهو فقط قبول من مجلس النواب لمشروع قرار تم اقتراحه من مجموعة قضائية.
مشروع القانون تم قبول اقتراحه بدعم من الجمهوريين وبنتيجة وصلت ل 17 مع مقابل 10 ضد. وطبعاً لتحويل المشروع لقانون مصادق عليه يحتاج للكثير من الوقت، فهو يحتاج المرور من اللجنة القانونية ليصل للكونجرس، وإذا تمت الموافقة عليه هناك سيتم تحويله للرئيس أوباما ليقوم بالموافقة عليه من جهته. وحتى إن كان الطريق الطويل يجعل من اصدار قرار بالموافقة عليه يجعله خيالاً لكن بمجرد قدوم هكذا مشروع للكونجرس الأمريكي خلق في العالم الإسلامي انفعالاً شديداً. لأن مشروع القرار يظهر ما وصل إليه العالم الغربي فيما يخص الإسلام فوبيا أو بتصريح أكثر صراحة موضوع معاداة الإسلام ومدى تحوله لأمر واضح. ومع علم المسلمين جيداً كيفية التفريق بين العمليات الإرهابية وبين دينهم فهم يدركون جيداً بأن استثمار هذا الموقف إلى ماذا سينتج.
المخاوف الموجودة في العالم الإسلامي اتجاه الغرب ستصبح حقيقية أكثر وستتقوى أكثر. الإخوان المسلمون اليوم في العالم الإسلامي وحتى في كل العالم تنظيم منتشر وهو المكون الرئيسي للإسلام الديمقراطي وأهم خصائص هذا التنظيم خصوصاً في موضوع العنف إنه قد وضع مسافة بينه وبين استعماله. وبالرغم من تعرضهم بين الحين والآخر في العديد من البلدان فهم لم يقوموا بجعل العنف موجهاً لعملهم. وبناءً على هذا الأمر فقد تم إبعادهم والنظر لهم بسلبية من قبل الأطراف المشجعة للعنف باسم الإسلام. وبالرغم من الاتهامات التي تسوق للإخوان من فترة لأخرى في محاولة لشق صفوفهم والإستيلاء على قاعدتهم الشعبية فإنهم بقوا على الابتعاد عن استعمال الإرهاب كوسيلة.
وضمن الحركة بقي العمل على الابتعاد عن العنف بإصرار كامل، ولذا قد شهدنا خلال فترات عدة ترك بعض العناصر للإخوان وانضمامهم لتنظيمات متطرفة أكثر، لكن في مصر ومع انتخاب رئيس الجمهورية لأول مرة بانتخابات حرة تم إسقاطه عبر انقلاب عسكري، خصوصاً إن هذا الانقلاب العسكري قام بشكل وحشي وظالم وغدار بأطلاق النار على المتظاهرين السلميين وقتلهم، ومع كل هذا لم يقم الإخوان بالاحتكام للسلاح واختياره طريقاً للحل. وأمام القتل الوحشي الذي حصل بحق المتظاهرين صرح المرشد العام للإخوان محمد بديع بأن مبدئهم السلمي أقوى من رصاصات العسكر. فلنترك وصف حركة إسلامية مسالمة كهذه بالإرهابية، من جانب آخر يظهر لنا بشكل صريح مدى تسيس مفهوم الإرهاب ومدى درجة الثنائية في الأوجه لديهم، ويظهر لنا بعدم تحملهم لأي شكل من أشكال الإسلام ويظهر مدى تصاعد الفاشية لدا الغرب.
الإخوان وفي كافة أطراف المعمورة لهم باع في السياسة الديمقراطية وفتحوا لأنفسهم طرقاً للمشاركة في الإدارة لكن للأسف وخصوصاً في العالم الإسلام الدكتاتورية دائماً كانت تقوم بدفع التنظيم لخارج الأنظمة. ولإبقائهم خارج الأنظمة يتم القيام بجولات دبلوماسية عالمية لوضعهم ضمن قائمة المنظمات الإرهابية. المشروع الذي تم قبول تقديمه في الكونجرس الأمريكي يظهر مدى فعالية اللوبيات التابعة لهذه الدول في الولايات المتحدة ومظهر لدرجة قوتهم. وقد قام السيد مراد كوزل بالكتابة في جريدة ستار آجيك كوروش وأوضح كيفية تعطيل الولايات المتحدة لعمليات تحويل الأموال عبر لوبيات الديمقراطية، حتى إنها في بعض الأحيان تقوم بإزالة قرارت للقيام بهذا الأمر.
ووفق مبدأ الديمقراطية وأفكارها فهذه كارثة كبيرة. إما فيما يخص مشروع هذا القرار فهناك احتمال آخر فمع قرب انتخابات الولايات المتحدة يمكن أن يكون محاولة لإعطاء رسالة للحشود الجمهورية، المرشح الجمهوري الرئيسي للانتخابات دونالد ترامب بهجومه على الإسلام وفاشيته قد دخل في بازار أصوات المنتخبين عبر هذا الباب. وهذا أيضاً يظهر العلة الموجودة في ديمقراطية الولايات المتحدة. و بالحديث عن موضوع الابتعاد عن العنف والتطرق للإخوان وموقفهم المعلن ومحاولة وصمهم بالإرهاب، يدعنا نتذكر من قام بقتل القائد الكوردي الكبير مشعل تمو بالإضافة للعرب والتركمان والكرد الغير موافقين لهم من قبل التنظيم الذي اتخذته الولايات المتحدة حليفاً وترفض وضعه على لائحته الإرهاب لعلاقته الموثقة بأدلة مع حزب العمال الكوردستاني فيما يخص حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، أتركوا قلق الغير كيف لا يصيب القلق الولايات المتحدة نفسها من المستقبل وما يخيفه. حيث أنه حتى بالنسبة لامبراطورية كالولايات المتحدة المتحدة فالقيام بأمر مخالف للقيم الإنسانية وقيم العدالة كهذا، يجب أن يتم الادراك بأنه لن يمكن لفترة طويلة.
بخصوص الذهاب لعزاء أحد عناصر حزب العمال الكردستاني: تمت مخاطبتي عبر الكثير من التغريدات والتي تشير إلى مشاركتي في عزاء أحد عناصر حزب العمال، وهي ليست تغريدة أنا قمت بها بل قام غيري بالإشارة لي، خلال حياتي كلها لم أقم لا بالذهاب لعزاء أحد من حزب العمال الكردستاني ولم أسر في جنازة أحدهم، ولم أكن أبداً في أية زيارة لأجل تعزية عوائل بمقتل أبنائها لطرف حزب العمال، وعندما عدت للتاريخ الذي تشير إليه التغريدة فهو قبل خمسة أعوام وهو أحد أكثر الفترات شدة في انتقادي لحزب العمال الكردستاني. وأقل شيئ قلته فيما يخص قتلى حزب العمال أو ما تحدثت به لأحد من أقاربهم هو إنهم أيضاً أبناء هذا الوطن وقد تم خداعم من قبل الحزب الذي يعمل لصالح أعداء تركيا. وبهذا الخصوص دائماً ما أبلغت هذه العوائل حزني. يتم خداع أبنائهم ويتم أخذهم من عوائلهم ولهذا أنا أحزن وبالتاكيد أننا في هذا الطريق لا نريد قتلهم بل إنقاذهم من هذا الطريق السيئ. أما فيما يخص من شجع أطفاله وابنائه على الدخول لهذا الطريق والسير فيه ودفعهم فيه، فلم ولن نقوم بتعزيتهم. هل فهم احدٌ كلامي على أنه تعزية لهؤلاء؟ إن كان فليكن فهي مشكلتهم.