أقامت جمعية مجموعة التفكير الاستراتيجي – اسطنبول / تركيا بالتعاون مع مؤسسة المصلحة الوطنية – واشنطن / الولايات المتحدة الأمريكية مؤتمرا تحت عنوان ( السياسات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط – رؤى وتحولات ) وذلك يوم السبت 23 مارس 2019 بمدينة اسطنبول / تركيا
هذا وقد قام السيد الأستاذ / محمد سالم الراشد – رئيس جمعية مجموعة التفكير الاستراتيجي بالترحيب بالضيوف المشاركين موضحا الأسباب التي دفعت المجموعة الى إقامة مثل هذا المؤتمر مؤكدا على أهمية الحوار وتبادل الأفكار وطرح الرؤى والمبادرات والنقاش المستمر بين المفكرين والخبراء من الجانب العربي والتركي والأميريكي للوصول الى مساحات مشتركة تحقق المصلحة لشعوب المنطقة وتنزع فتيل الأزمة بينهم
كما أكد السيد الدكتور / خالد صفوري – رئيس مؤسسة المصلحة الوطنية على أهمية انعقاد مثل هذة المؤتمرات والتي تتيح الفرصة للحوار الجاد والنقاش المثمر والفعال بين العديد من المؤسسات الفكرية العربية والأمريكية والتركية في محاولة لإيجاد مساحة أكبر من التفاهم بين الطرفين وكذلك الضفط على الادارة الامريكية الجديدة للتخلي عن دورها الغير واضح تجاه العديد من القضايا والأزمات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط والذي يتعارض حاليا مع مصالح شعوب المنطقة
هذا وقد شارك بجلسات المؤتمر العديد من أعضاء الكونجرس الأمريكي و الباحثين والأكاديميين والمفكرين والسياسسين والتنفيذيين العرب والأتراك والأمريكان وكذلك عدد من مراكز البحث والتفكيروالدراسات بالمنطقة
وعلى مدار أربع جلسات ، ناقش الحضور العديد من النقاط والمحاور التي تتعلق بالسياسات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط والمتغيرات التي طرأت عليها في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة دونالد ترامب
ففي الجلسة الأولى وتحت عنوان (الحرية والديمقراطية وقضايا الاستبداد في منطقة الشرق الأوسط - قضية من أجل الكرامة ) أكد المشاركون ( السيدة/ كارين عطية – محررة الرأي العالمي في واشنطن بوست ، السيد / خالد الجندي - زميل غير مقيم في برنامج السياسة الخارجية بمعهد بروكينجز، د. سيف الدين عبدالفتاح – استاذ العلوم السياسية جامعة صباح الدين زعيم ، د. ايمن نور – المرشح الرئاسي المصري السابق ، د. ياسين أكتاي – مستشار رئيس الجمهورية التركية ، وقام بادارة الجلسة السيد / محمد الفقي – عضو البرلمان المصري سابقا )على أهمية وخطورة الدور الذي تلعبة الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط فيما يتعلق بقضايا الحريات والديمقراطية والاستبداد مؤكدين أنة ينبغي على الولايات المتحدة الأمريكية ( وبما لها من نفوذ وتأثير بالمنطقة ) أن تعمل على الوقوف مع شعوب المنطقة ومساندتها في قضايا الحريات والديمقراطية ومحاربة الاستبداد والمستبدبن ، كمحاولة منها لتصحيح الصورة الذهنية لدى شعوب المنطقة عن الولايات المتحدة الأمريكية والتي ظهرت كداعمة ومساندة لقضايا الاستبداد والمستبدبن متجاهلة شعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان التي تتشدق بها بالمحافل الدولية المختلفة مما أدى الى تراجع الدور الأمريكي بالمنطقة ، ويرجع هذا الى ارتكاب الادارة الامريكية الجديدة للعديد من السياسات الخاطئة تجاه قضايا الحريات والديمقراطية بمنطقة الشرق الأوسط
وفي الجلسة الثانية وتحت عنوان ( السياسات الأمريكية بالشرق الأوسط – بحثا عن استراتيجية ) أكد المشاركون (النائب نيك رحال – عضو مجلس النواب الأمريكي عن ولاية فريجينيا 1977- 2015 ، السيد / دوغ باندو – عضو متقادم بمعهد كاتو متخصص في السياسة الخارجية والحريات المدنية ، د. أحمد رمضان – كاتب وباحث مختص في العلاقات الدولية ، البروفيسور/ محي الدين أتامان- جامعة أنقره للعلوم السياسية ، وقاد بادارة الجلسة السيد / شاول انوزس – رئيس مؤسسة Coast to Coast Strategies, LLC) بأن الولايات المتحدة الأمريكية وفي ظل الإدارة الأمريكية الحالية ، تفتقد الى استراتيجية محددة تجاة العديد من قضايا المنطقة وتعيش حالة من التراجع ومن عدم الوضوح في مواقفها وقرارتها ويتضح ذلك في الدور الأمريكي وتخبطة والتدخل في شؤوون دول المنطقة التي تشهد حالة من الصراع في الوقت الراهن ، بل قامت تلك الإدارة بارتكاب العديد من الأخطاء الجسيمة مما أثر على استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية بالمنطقة
أما الجلسة الثالثة والتي كانت تحت عنوان (هل سيكون هناك حرب أمريكية على إيران ) فقد أكد المشاركون ( السيد / جيم موران – عضو الكونجرس الأمريكي ولاية فريجينيا 1991 – 2001 ، البروفيسور/ د.عبدالله الشاجي – أستاذ العلوم السياسية جامعة الكويت ، السيد / جون فوند - كاتب الشؤون الوطنية في مجلة National Review ومشارك في Fox News ، د. حقي ايجور- نائب مدير مركز الدراسات الإيرانية في أنقرة ، وقد أدار الجلسة الدكتور / علي الكندري – استاذ التاريخ التاريخ جامعة الكويت )
على أن العلاقات الأمريكية الإيرانية تشهد حالة من التذبذب والتوتر وعدم الاستقرار في العديد من القضايا المهمة بالمنطقة ، مثل موقف الولايات المتحدة الأمريكية من بعض الميليشيات المقاتلة بسوريا والعراق والمدعومة من قبل إيران وكذلك أزمة الملف النووي الإيراني والذي يشهد حالة من الصراع المستمر بين الطرفين وكذلك الحصار الاقتصادي المفروض على طهران ، مما يجعل الملف مرشحا و مفتوحا للعديد من التوقعات في المستقبل
وفي جلستة الختامية والتي كانت تحت عنوان ( الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا في الشرقالاوسط – إدارة الصراع وتنمية التعاون ) أكد المشاركون ( السيد / مايكل ستيل - حاكم ولاية ماريلاند في عام 2003 وترأس اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري من عام 2009 إلى عام 2011 ، السيدة/ بيلجيهان اييك - طالبة دراسات عليا في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس ، د. طلحة كوسة - رئيس وأستاذ مشارك للعلوم السياسية بجامعة ابن خلدون ، د. علي باكير - باحث أوّل، منسّق لبرنامج "دراسات الخليج" في مركز دراسات الشرق الأوسط (أورسام) وقد أدار الجلسة د. أحمد أويصال مدير مركز دراسات الشرق الأوسط ( اورسام ) على أهمية الدور الذي تلعبة كلا من تركيا وأمريكا بالمنطقة وأنة من الضروري تجنب حالة الصراع الحالية بين البلدين وأن على الادارة الامريكية الحالية أن تتخذ من تركيا حليفا قويا في المنطقة وأن تسعى الى تنمية العلاقات بين البدين بما يحقق مصالح وتتطلعات شعوب المنطقة ، مؤكدين على أهمية الدور الذي تلعبة الدولة التركية في السعي الى استقرار المنطقة والمساهمة في وضع حلول للعديد من القضايا والأزمات التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط
هذا وقد حظي المؤتمر بحضور جماهيري واسع من مختلف المؤسسات الفكرية والبحثية والأكاديمية ومؤسسات المجتمع المدني ورؤساء الأحزاب والتنفيذيين والسياسيين ورجال الدولة من العرب والأتراك ، الى جانب الممثليين الدبلوماسيين والسفراء وملحقي المكاتب الثقافية بالقنصليات العربية المختلفة ، كما شهد المؤتمر تغطية اعلامية واسعة وحضور العديد من الصحفيين ووكالات الأنباء والصحف والمواقع الإخبارية المختلفة