الكويت وسط مشهد إقليمي مضطرب
لاشك أن الأوضاع الاقليمية المضطربة التي تشهدها المنطقة منذ اندلاع الأزمة الخليجية مع قطر ، انعكست سلباً بشكل واضح على جميع دول الخليج ، بسبب حالة الانشقاق غير المسبوقة في البيت الخليجي ، وما تشكله من تهديد لمنظومة الاستقرار بين دول المنطقة ،فضلا عن اضطراب منظومة الأمن الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون إضافة إلى مشهد التربص الايراني بالأشقاء المختلفين فضلا عن تداعيات الحرب في اليمن وما يشكله الحوثيون من تهديد للسعودية الشقيقة الكبرى للكويت ،وباعتبار الكويت أحد أركان منظومة دول مجلس التعاون المتصدعة التى تعصف بها هذه الأعاصير انعكس عليها هذا المشهد الاقليمي المضطرب سلبا رغم أنها تحاول منذ اندلاع الأزمة في يونيو 2017 رأب الصدع بين الأشقاء لكن دون الوصول إلى تسوية سياسية للأزمة ، وهو ما جعل سياستها الخارجية كمن يسير متأرجحا على حبل دقيق أحد من السيف وأدق من الشعرة ، مخافة الاصطفاف أو الميل إلى أحد الاطراف فتفقد ميزة الوساطة والحياد فتزيد من هوة الشقاق وتضطر لدفع ضريبة الاصطفاف إلى أحد الأطراف .