روسيا....بين حقائق الحراك الإقليمي وأوهام النزاع القيصري

روسيا....بين حقائق الحراك الإقليمي وأوهام النزاع القيصري

أ.فايز موسى

ملخص

;أرخت عدوى فيروس كورونا سدولها على روسيا الاتحادية، فخيمت تداعياتها على القرار السياسي والمشهد الاقتصادي والفعاليات الاجتماعية (الرياضية والثقافية...)؛ ما تأدی عنه تفاقم نسب البطالة، وهبوط مستويات المعيشة. وتحت وطأة تداعياتها، شهدت البلاد جملة من الأحداث، التي أثر بعضها في موازين القوى وتوجهات المستقبل السياسي في هرم السلطة. وبما عد بداية فترة انتقالية في السياسة الروسية، فرضت التعديلات الدستورية قواعد

جديدة لانتخاب الرئيس وفترة حكمه، وترشيح رئيس الوزراء وآليات تشكيل الوزارة، وتشمل الإجراءات إنشاء الرئيس مجلس دولة يضطلع بتحديد أبرز توجهات السياسة الداخلية والخارجية في الاتحاد الروسي وعليه، وقع الرئيس الروسي بوتين عددا من المراسيم لإعادة تشكيل الحكومة. وكان بوتين أثار مفاجأة كبرى في خطابه أمام البرلمان عبر إعلانه هذه التعديلات الدستورية، التي أدت الى استقالة رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف وحكومته. وعزا هذا الأمر آنذاك إلى «ظهور مطلب واضح بالتغيير من داخل المجتمع» الروسي لكن هذا الإصلاح المعلن أثار تكهنات حول المستقبل السياسي لبوتين بعد انتهاء ولايته عام 2024، اذ لا يحق له نظريا الترشح بعدها . وإذا كان بوتين لم يتطرق أبدا مباشرة إلى مستقبله ما بعد 2024 ولا تحدث عن خليفة محتمل له، فإن المراقبين للساحة السياسية يتفقون على القول بأنه سيسعى للاحتفاظ بنفوذه (۱). وإقليميا، أسهم إطار «مسار أستانا»، في استقرار نسبي للأوضاع في سوريا. فيما انعكس التفاهم الروسي- التركي النشط على واقع الأطراف المتنازعة في ليبيا، ما عزز فرص نجاح الحوار فيما بينها. كما أسهمت روسيا في تحقيق استقرار نسبي لأسعار النفط في الأسواق العالمية . وتسعى هذه الدراسة لرصد أبرز المتغيرات المحلية والإقليمية والعالمية لروسيا، في العام 2020، وتحليل تفاعلها فيما بينها، وتوصيف الحراك الإقليمي لأهم تلك المتغيرات. كما تلقي الضوء على أهم سيناريوهات المستقبل في العام 2021.

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي مجموعة التفكير الاستراتيجي

قيم الموضوع
(0 أصوات)
Go to top