المقدمة
المشهد السياسي الفلسطيني يمر بأزمات سياسية متصاعدة في ظل تعقيدات تاريخية تواجه القضية الفلسطينية بفعل التغول الإسرائيلي والتشتت الفلسطيني، والفوضى في المشهد الإقليمي والدولي، رغم ذلك يمكن حصر أبرز ما حققته السلطة مقابل انهيار مشروع التسوية، فقد شهد العام 2015 الحصول على المزيد من الاعترافات الدوليّة بالدولة الفلسطينية، وتعاظم حركة التضامن مع القضية على الصعيد الشعبي والبرلماني والتي كان آخرها اعتراف البرلمان اليوناني بينما بقيت السلطة تناور في باقي الملفات بعد الانضمام الفلسطيني إلى محكمة الجنايات الدولية بدليل عدم تقديم دعاوى لمحكمة الجنايات، فقد اقتصر النشاط الفلسطيني على تقديم الشكاوى وبقيت ملفات عالقة رغم اتخاذ المجلس المركزي قرارات تستهدف تحديد العلاقة مع الاحتلال ووقف التنسيق الأمني، حيث لم يطرأ تقدم حقيقي في هذه الجوانب، فيما تشير ملامح 2016 أنه سيكون أقسى سياسياً وقد تحصد السلطة والرئيس محمود عباس حصاداً مرا ًلما زرعته على مدار سنوات مضت.
هذه الورقة محاولة للتفكير في المنعطف الذي دخلته فلسطين مع الانتفاضة التي انطلقت من القدس، وامتدت إلى الضفة الغربية في مرحلة بالغة التعقيد حيث فلسطين وحيدة اليوم كما لم تكن، وقضيتها مهددة بالغول الإسرائيلي، من خلال تمدد استيطاني غير مسبوق، وذهابها بعيداً في الخيار القومي الديني، وجاءت الانتفاضة لتقف في مواجهة الإحباط اليائس الذي يهيمن على فلسطين.