الباحث محمد أحمد خليل
المركز السوري سيرز 20.07.2022
مقدمة
تعتبر الثورة السورية التي انطلقت عام 2011م ومازالت مستمرة حتى يومنا هذا من أشد الثورات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط منذ انطلاق انتفاضة ” الربيع العربي” في الدول العربية بدأً من تونس ومصر وليبيا واليمن وصولاً إلى سوريا، والتي أثرت على الأمن القومي للدول المجاورة.
اختلفت طبيعة النظام السوري عن بقية الأنظمة العربية في طريقة تعامله مع المحتجين، حيث استخدم العنف المفرط في قمع الاحتجاجات السلمية للتحول إلى ثورة مسلحة وصراع عنيف، وكما هو الحال في معظم الصراعات فأن طول مدة الصراع أدت إلى تدخل مزيد من الأطراف الداخلية والخارجية من دول وتنظيمات ما دون الدولة، وخلق أزمة لجوء حملت ملايين السوريين إلى دول العالم وخاصة الدولة المجاورة.
تمكنت قوات المعارضة السورية من السيطرة على المناطق الشمالية من سورية قرب الحدود التركية، بالتزامن مع انتشار قوات لتنظيمات مصنفة على قوائم الإرهاب التركية، ثم تدخلت ميليشيات إيرانية لمساندة النظام السوري، اتبعه تدخل عسكري روسي في عام 2015م بهدف مساندة النظام السوري الذي أوشك على السقوط، في ظل دعم سياسي وعسكري تركي واضح لقوات المعارضة السورية، كما قامت الولايات المتحدة بتشكيل تحالف دولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي.
حملت هذه السنوات تأثير مباشر على دول الجوار وفي مقدمتها تركيا، ويأتي تأثير الخطر المهدد للأمن القومي لدول الجوار أحد أهم وأول هذه الآثار، ساعد في ذلك طول الحدود التركية السورية التي تزيد عن 900كم، فضلاً عن الفوضى الأمنية في شمال سوريا وكثرة عدد فصائل المعارضة السورية المسلحة بالتزامن مع وجود تنظيمات إرهابية ذات توجهات انفصالية قومية معادية لتركيا وأخرى إسلامية راديكالية تقوم على مبدأ تكفير حكومات جميع الدول وشعوبها.
انخرطت تركيا في الصراع السوري عبر دعمها لقوات المعارضة ثم عبر الانخراط العسكري المباشر عام 2016م بهدف تحرير المنطقة الحدودية بريف حلب الشمالي، المقابل لولايتي غازي عينتاب، وفي عام 2018 بدأت تركيا عملية عسكرية في منطقة عفرين السورية بهدف تحريرها من منظمة الاتحاد الديمقراطي الإرهابية، وفي عام 2019م بدأت عملية نبع السلام للسيطرة على الشريط الحدودي شمال محافظة الرقة السورية والمقابل لولاية أورفا التركية، وعملية درع الربيع عام 2020م بهدف وقف التقدم العسكري لقوات النظام وروسيا وإيران في منطقة إدلب، وإن أهداف تركيا في حماية أمنها القومي وتدخلها في مناطق شمال سوريا الخارجة عن سيطرة النظام تتلاقى مع أهداف السوريين القاطنين في المناطق المحررة لحماية هذه الأراضي ووحدة تماسكها والحد من مظاهر الفوضى فيها لتكون منطقة آمنة لعدد كبير من السوريين المقيمين والنازحين الذين هجرهم نظام الأسد وحلفائه الروس والإيرانيين.
السؤال:
تتميز البيئة الدولية بالفوضوية وغياب وجود سلطة عليا ضابطة للمشهد الدولي بشكل يمنع الحروب ويحافظ على أمن الدول وسلامتها وبقاءها، لذلك يتم ترك مهمة الحفاظ على البقاء للدولة ذاتها، والتي تستشعر الخطر بشكل دائم، ومعظم المخاطر التي تواجهها الدولة تكون ذات مصدر خارجي قادم من خارج الحدود، وخاصة من الدول المجاورة المعادية أو التي تنتشر فيها الأزمات بشكل لا يمكن ضبطه مما يؤدي إلى تصدير هذه الأزمات خارج الحدود.
شكلت انتفاضة الربيع العربي في سوريا واستخدام العنف في قمع الاحتجاجات، وتدخل أطراف خارجية من الدول وتنظيمات ما دون الدول خطر مباشراً يهدد الأمن القومي لدول الجوار، وفي مقدمتها تركيا،
فما هو أثر تشكل الأزمة السورية على الأمن القومي للدولة التركية؟
لمزيد من التفاصيل يرجى الانتقال للبحث عبر الرابط
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي مجموعة التفكير الاستراتيجي