أحمد محمد الخالد
المركز السوري سيرز
23 شباط 2023
مقدمة:
لم ولن يفقد الشعب السوري اليقين بقدرته على التغيير الجذري مهما كانت الظروف ولو بقي وحيدا ولا ظهير ولا نصير له، وذلك بالوعي والإرادة والعمل الدؤوب مع الصبر والتحمل وطول النفس.
تجمع السوريين الضخم في الشمال السوري والجنوب التركي (منطقة الزلزال)، يعود للدعم الإقليمي والدولي لعصابة أسد في التغيير الديموغرافي والتغطية السافرة من عصابات الأمم المتحدة، ودماء السوريين التي اريقت وملايين المهجرين والمشردين والمعاقين في رقبة من أوقف سقوط عصابة أسد وأمدها بكل شيء حتى تستمر.
إن الاضرار الكبيرة في سوريا والتي حصلت بسبب الزلزال الذي ضرب تركيا كان لها نصيب وافر من خلال الأبنية الآيلة للسقوط، والتي نجمت عن قصف عصابات الأسد وميليشيات إيران المجوسية الإرهابية، ومافيا روسيا القيصرية، لمدة زادت عن عقد من الزمن، وهذا ما يبين حجم الخسائر الكبيرة في الأرواح والممتلكات، بالرغم من ان مركز الزلزال هو تركيا وليس سوريا.
لقد خذلت الأمم المتحدة الشعب السوري لأكثر من عقد من الزمن من خلال استمرار اعترافها بعصابة أسد المجرم قانونيا، ولن تقوم بواجبها تجاه الشعب السوري المصاب بحادث مؤقت (الزلزال)؛ فمنذ سنوات والسوريين يصرخون أنقذونا، ولا مجيب واليوم من تحت الأنقاض يتكرر المشهد.
إن إجرام بشار وعصاباته هدم أكثر من مليون بيت وأضر ضررا كبيراً بمثل هذا الرقم أيضا، يضاف لذلك تدمير أعداد كبيرة من المشافي والمدارس والجامعات والأسواق ودور العبادة والمتاحف وحتى المقابر...، وما بقي من سورية آيل للسقوط باستمرار عصابة أسد وملحقاته على سدة الحكم في سوريا.
كما يجب الانتباه الى أن بعض الشخصيات والمنظمات ستحاول توثيق بيانات مزورة حول الدمار الذي نتج عن الزلزال مقابل تعويض مادي، والخلط بين الدمار الذي نتج عن استهداف عصابات أسد وملحقاته وبين اضرار زلزال تركيا، وهذه بحد ذاتها جريمة تخدم مجرمي الحرب أمثال الاسد.
الثورة السورية ليست صراع على المساعدات ولا يمكن تقزيمها بالملف الإغاثي؛ فالمشكلة الرئيسية والكارثة المستدامة في سورية هي استمرار عصابة أسد في الحكم...؛ وبالتالي إن كانت المساعدات على حساب حق الناس في الحرية والكرامة والتغيير فهي مقتل لنا لأنها منحة ومساعدة لمجرم الحرب بشار وإعادة إعمار لسلطته القاتلة، فهل سيتم الخلط عمداً بين إعادة الإعمار للأضرار الناتجة عن إجرام بشار وعصابته، وبين إعادة الإعمار الناتجة عن الزلزال؟
فإعادة الإعمار قبل إسقاط النظام تحقق للعصابة المفترسة مكاسب سياسية واقتصادية و ...، وهي تهديم لمستقبل الشعب السوري؛ لأنها إعمار لسلطة الاستبداد والانتقام.