محمد فاروق الإمام – مركز أمية للبحوث و الدراسات الاستراتيجية

بداية أطمئن إخواننا في فلسطين الحبيبة؛ أن قضيتهم ستبقى قضية السوريين الأولى، وأن القدس ستبقى تسكن في مقل عيونهم، رغم ما تعرض ويتعرض له الشعب السوري من مظالم ومآسي وعذابات؛ بما فيهم اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك بدمشق، على يد حفنة من المارقين والقتلة ومجرمي الحرب، الذين تجمعوا وجُندوا من أقاصي الدنيا، لينكلوا بنا ويستبيحون بلادنا وأعراضنا لنحو عشر سنوات متتالية، لأنهم يعلمون علم اليقين؛ أن السوريين هم وحدهم دون العالمين، ثابتون كالنخيل وشجر الزيتون على مبدأهم في تحرير فلسطين؛ كل فلسطين، وقد قدموا قبل محنتهم التي يعيشونها، الآلاف من الشهداء على مدار قرن كامل، سقطوا وهم ينافحون عن ثرى فلسطين والقدس الشريف.

وإذا ما انحرفت بعض الفصائل الفلسطينية عن طريق الحق، وراحت تتاجر بقضيتها على حساب دماء السوريين، ورفعت صور مجرم الحرب قاسم سليماني قاتل أطفالنا ومستبيح أعراضنا ومدمر مدننا وبلداتنا وقرانا، رفعوا صورته في أهم ساحات غزة هاشم، وقد وشحوها بعبارة شهيد الأقصى، مغمضين أعينهم عما فعله هذا المجرم في بلاد الشام لمنع سقوط نمرودها بشار الأسد، مستقدماً هذا المجرم شواذ ومنحرفي أهل الأرض من عرب وعجم ليكونوا إلى جانبه، يشحذون سكينه لذبح أطفالنا وبقر بطون نسائنا وتغيير عقيدتنا ولعن الصحابة الميامين، الذين دكوا عروش كسرى وقيصر، ونشروا دين التوحيد ما بين أسوار الصين وحتى المحيط، والنيل من أعراض أمهات المؤمنين، وتغييرهم لكتاب الله واللعب بما فيه من آيات الذكر الحكيم، وابتداعهم “التطبير واللطم”، (التطبير: جرح الرؤوس بالسكاكين وضرب الظهور بالسلاسل والسياط، حزناً على مقتل الحسين وهم من قتلوه عندما تركوه وحيدا ليلقى مصيره، وأمّا اللطم: فهو الضرب على الوجه والصدر)، ونعلم علم اليقين أن الإخوة في فلسطين الذين رفعوا صورة هذا المجرم يعرفون حقيقة معتقد هذا الرافضي، الذي يقوم على الشرك والحقد والعنصرية الفارسية، وما فعله في سورية والعراق واليمن ولبنان، من استباحة دماء أهل السنة والجماعة في هذه البلدان وتحويل مساجدهم إلى حسينيات ومواخير لزواج المتعة ولعن الصحابة والتشهير بعرض رسولنا عليه الصلاة والسلام، وكان من الواجب عليهم أضعف الإيمان (إن كان هناك من حرج) لعنه في القلوب، وليس رفع صورته ووصفه بشهيد القدس، وقد أعلن هذا الأفاك مرات: إن طريق القدس يمر عبر بغداد والموصل والفلوجة وحلب وحمص وحماة ودمشق وطرابلس وبيروت وصنعاء وعدن والحديدة وتعز.

أمام هذا الشذوذ الفكري انتفض عدد من إخواننا الفلسطينيين الشرفاء ومزقوا صورة مجرم الحرب قاسم سليماني، معتذرين لأهلهم في سورية والعراق واليمن ولبنان، غير آبهين بما قد يفعله أنصار سليماني ومن يعشقونه من أصحاب أنصاف العقول وشواذها.

وقد وثق مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، لحظة قيام فلسطينيون غاضبون في قطاع غزة بتمزيق صورة مجرم الحرب قاسم سليماني، وأظهر الفيديو عدد من الشباب الأبطال، الذين تجمعوا أمام صورة “سليماني” التي رُفعت على لوحة ‏كبيرة، وقاموا بتمزيقها والدهس عليها بأرجلهم؛ تعبيرًا عن غضبهم على من رفعها في قطاع غزة.‏

تحية من جميع قلوب السوريين لهؤلاء الأبطال الذين مزقوا صورة هذا المجرم حتى لا يكونوا شركاء لمن نصبها في إذكاء الفتنة والوقيعة بين الفلسطينيين والسوريين والعراقيين واللبنانيين واليمنيين.

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي مجموعة التفكير الاستراتيجي

قيم الموضوع
(0 أصوات)
Go to top