فجأة، ودون أية مقدمات، أعلن رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري” بأن إيران تمتلك تكنولوجيا إنتاج طائرات من دون طيار بعيدة المدى قادرة على قصف أهداف بمساحة متر مربع واحد ، وأشار اللواء باقري، إلى استخدام هذه الطائرات المسيرة على نطاق واسع في ضرب أهداف للإرهابيين في سوريا والعراق “.
توقيت هذا الإعلان الإيراني المفاجئ يأتي على درجة كبيرة من الأهمية لأسباب عديدة، يمكن إيجازها في النقاط التالية::
أولا:هذا الإعلان يأتي بعد تصريح سابق لقائد الحرس الثوري محمد علي جعفري بأن إيران قد انتقلت إلى شن الحروب النوعية ضد الإرهاب في سوريا ، وأن نتائجها الإلهية تتحقق ، والتي ستخدم أهداف إيران الثورية ” .
ثانيا: كشف آية الله محمد خاتمي ، احد ابرز صقور المحافظين عن حتمية إقامة “دولة شيعية ” على أنقاض ” التكفيريين وداعش” في المنطقة الجغرافية التي باتت المجال الحيوي لإيران في سورية و العراق ، وأن إيران قد حشدت جل إمكاناتها لتحقيق ذلك .
ثالثا: تبشير إيران المستمر بفشل “عاصفة الحزم” في اليمن لتحقيق أهدافها ، ودفن فكرة نسخها للتوجه نحو سوريا ، مع تذكير طهران هذه المرة بشكل لافت بأن الحوثيين باتوا أقوى من أي وقت مضى بسبب تمكن إيران من كسر الحصار السعودي ، في إشارة واضحة على تمكنها من نقل السلاح والصواريخ الإيرانية والخبرات من الحرس الثوري وحزب الله .
رابعا: سعي إيران لمحاولة بناء رؤية سياسية تهدف لمقاربة شبيهه لما تم في العراق ، لمحاولة جمع شتات ما يمكن جمعه من دمى النظام السوري ؛ في محاولة بائسة تعكس حمق النظام الإيراني .
خامسا: استغلال إيران بشكل كبير لحملة تصاعد الاتهامات الغربية، والأميركية بالذات إلى دول إسلامية أبرزها المملكة العربية السعودية بالمسئولية عن أحداث 11 سبتمبر ، و بتغذية الإرهاب واحتضانه، ودعمه..
لا نملك الكثير من المعلومات حول أشكال الحرب النوعية الأخرى التي تشنها دولة ولي الفقيه لذبح الشعب السوري ؛ مع ما يجري الآن في حلب من أكبر عملية هولكوست لذبح الأطفال والنساء والشيوخ ،فخفايا هذا العرط الإيراني المفاجئ، والتي تعكس نهج طهران ، وانتقالها إلى مرحلة جديدة من مراحل الحرب العسكرية التي تخوضها في سوريا والعراق ، تشي بما لا يدع مجالاً للشك بوجود تنسيق أميركي وروسي؛ بل وغربي مع إيران ، لأنه لا يمكن للطائرات بدون طيار الإيرانية أن تحلق في الفضاء السوري دون تنسيق مسبق مع القوى سالفة الذكر .
بلا شك إنها مغامرة إيرانية على درجة كبيرة من الخطورة، تعكس تهوراً في الانتقال من شكل أخر من الحرب إلى أخرى ، بعد فشل الانتصار أو الحسم في الشكل الأول للتدخل الإيراني ، مما يشير إلى احتمالات توسع نطاق الحرب الجديدة، او المتوقعة، بحيث يتم التذرع من الانتقال من الحرب ضد “الإرهاب”، أي “داعش” وأخواتها ، وهي كذبة إيران التي صنعتها و حاولت الترويج لها ، إلى محاولة توسيع الحرب ضد الشعب السوري برمته ، بدعم وبتحريض أميركي وروسي وغربي ، وبمباركة أو حتى بمشاركة إسرائيلية.
إننا، وباختصار شديد نقول ، بأن إيران تسوق المنطقة إلى هاوية حرب سحيقة ستأكل دولنا وشعوبنا ، وستدمر أوطاننا ، بدأت في العراق وسوريا ولبنان واليمن …. والحبل على الجرار ، و سوف تستمر لعقود قادمة .. والأيام بيننا..