على الرغم من الارتياح والترحيب الدولي والمحلي باتفاق "سوتشي" حول إدلب، والناتج عن النظر إليه من زاوية إنسانية؛ إلا أن الاتفاق يطرح جملة من التساؤلات حول تفصيلاته وآلياته التنفيذية والتحديات التي تعترضه ومدى استدامته وما سيفضي إليه أخيراً، خاصة حول مصير إدلب وما تمثله من ثقل عسكري وسياسي كمعقل أخير للمعارضة السورية. وعليه تسعى هذه الدراسة إلى تحليل المقدمات التي أفضت إلى هذا الاتفاق ضمن حسابات الربح والخسارة بالنسبة لطرفيه (روسيا، تركيا)، إذ لا يعتبر الاتفاق هزيمة أو نصراً لأحد بقدر ما يمثل رهاناً روسياً على الوقت واختباراً حقيقياً لتركيا، مقابل تفكيك التحديات التي تنتظر أنقرة في تطبيقه، فنجاح الأخيرة في تنفيذ جزء الاتفاق المتعلق بالمنطقة العازلة لا يعدو كونه تذليلاً للعقبات الصغرى وتقدماً مرحلياً ستعقبه مراحل أكثر صعوبة، إضافة إلى استشراف مصير منطقة خفض التصعيد الرابعة والأخيرة في ظل هذا الاتفاق، والتي تشكل تحدياً كبيراً يحدد النجاح أو الفشل في التعاطي معهُ مصيرُ الحل السياسي في سورية.