التصعيد الروسي في ادلب الدوافع والأهداف
د. حسين إبراهيم قطريب
المركز السوري سيرز 15.04.2021
يبنى التحليل السياسي السليم على قراء صحيحة للواقع ومتغيراته وعلى معطيات الأحداث، وفي تحليل الوضع السوري بشكل عام والوضع في محافظة ادلب بشكل خاص يمكن الانطلاق به من قاعدة المسلمات التالية:
إن الأزمة السورية أخذت مداها الزمني، وهي في عامها الحادي عشر باتت مخرجاتها الإنسانية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية ثقيلة جداً على جميع مكونات المجتمع السوري، وعلى دول الجوار الإقليمي، وأصبح التداول بشأنها في الأروقة الدولية محرجاً على مستوى الشعوب والحكومات، وقد تخرج ارتداداتها عن السيطرة.
ولابد من التفكير الجاد بحل سياسي يكون مقبولاً لدى جميع الأطراف السورية، ويضمن مصالح جميع الأطراف الفاعلة في النزاع السوري محلياً واقليمياً ودولياً، ويحقق وقفاً شاملاً لاطلاق النار، وينهي النزاع، ويحافظ على وحدة الجغرافية السورية، ويؤدي إلى فرض الأمن والأمان والاستقرار.
وبالرغم من محاولات دولية هادفة إلى إعادة تأهيل النظام، فإن إعادة تأهيله ليست بالأمر السهل، في ظل الواقع الحالي على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، فهناك الكثير من العقبات الكأداء أمام نجاح هذا المسعى، الذي يحتاج بالحد الأدنى إلى توافق دولي وإقليمي، وإلى استسلام قوى الثورة والمعارضة للنظام، علماً بأن تضميد الجرح السوري لا تستوعب لفافاته إعادة تأهيل المجرم السفاح بشار الأسد بأي شكل من الأشكال.
وإن نجاح أي حل سياسي في سورية لا بد له أن يقوم على قاعدة لملمة أطراف المجتمع السوري، وتوحيد أقاليم الجغرافية السورية، تحت مظلة سياسية وطنية جامعة واحدة، وهذا الأمر يكاد يكون مستحيلا في واقع الجرح المجتمعي وعمقه، وصورة التجزئة الحالية لمناطق السيطرة والنفوذ في الجغرافية السورية، حيث الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها قوات قسد الكردية الانفصالية في منطقة شرق الفرات، وتركيا وحلفاؤها في قوى الثورة والمعارضة في الشمال السوري، وروسيا والنظام في الساحل، وإيران والنظام والمليشيا الشيعية وقوات حزب الله اللبناني في ريف دمشق والبادية، وروسيا والنظام وإيران والوضع الهلامي في حوران.