المركز السوري سيرز- الباحث أحمد ناصيف
التاريخ: السابع من حزيران 2020
تعتبر سوريا عمومًا مركز حضاري هام في منطقة الشرق الأوسط، وفيها وجدت أول أبجدية متكاملة في التاريخ وهي الأبجدية الأوغاريتية. تطور وتغير نظام التعليم فيها حسب الانظمة الحاكمة مرورا بالدولة الاموية حيث انشأت المدارس في دمشق وكان أشهر المدارس المدرسة السيمساطية التي تقع شمال الجامع الأموي، ثم العصر العباسي حيث كان أهم المراكز العلمية في تلك الفترة كانت في مدن دمشق وحلب وقنسرين والرها وغيرها من المدن السورية. الى العصر العثماني حيث نشط التعليم في الكتاتيب، قبل احداث 2011 في سورية حظي التعليم بالاهتمام والرعاية، إذ يكفل الدستور السوري حق التعلم لكل مواطن، وهو إلزامي ومجاني في مرحلة التعليم الأساسي.
في السنوات الاخيرة مرَ قطاع التعليم في سوريا بأيام عصيبة نتيجة الحرب الدائرة في البلاد، واعتمد التعليم في البلاد على الأسلوب التقليدي من خلال المدارس، ومع تفشي جائحة كورونا هذا العام أغلقت المدارس في عموم البلاد ومنها المدارس في المناطق المحررة (شمال غرب سوريا) حيث أغلقت 2,349 مدرسة منتشرة في المحرر أبوابها مما أثر على نحو 766,545 طالب فيها أي ما يعادل 100% من الطلاب المسجلين في المدارس بعموم المدن والقرى والمخيمات في المناطق المحررة، فاحدث ذلك تغييرا في طرق التعليم التقليدي ودفع نحو تحولات جذرية للبدائل مختلفة عن التعليم التقليدي لضمان استمرارية التعليم في المناطق المحررة، هذه التحولات أحدثت تغييرات في ثقافة المجتمع والطالب والمعلم في المنطقة وفتحت أفق جديدة للتعليم غير التقليدي، مما عزز إمكانية متابعة فئات متعددة لتعليمهم المدرسي والجامعي بعد أن كانوا متسربين بسب ظروفهم الخاصة، ومع توافر العديد من المقومات لنجاح طرق بديلة عن التعليم التقليدي هيئتها ظروف كورونا وظروف أخرى سياسية وإقليمية فلابد أن هناك تغيرات هامة في قطاع التعليم بعد كورونا ستحدث.
تتمحور المشكلة التي تتناولها الدراسة في التساؤل الرئيسي التالي كيف سيتغير قطاع التعليم في المناطق المحررة بعد كورونا؟
وتنبع أهمية هذه الدراسة من أهمية العلم ومخاطر الانقطاع عن التعليم وتفشي الجهل في المجتمع إضافة لخطورة إغفال دور بدائل التعليم التقليدي في ظل تفشي جائحة كورونا والأزمات والحروب على المجتمع ككل في المناطق المحررة.