الباحث محمد احمد خليل
المركز السوري سيرز 11.02.2022
بعد نهاية الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفييتي، والتغيرات التي طرأت على شكل النظام الدولي، وتحوله إلى نظام أحادي القطبية مع صعود الولايات المتحدة الأمريكية، تقلص دور روسيا على المستوى الدولي، وكانت تعاني من الانحلال وضعف قواها خلال تسعينيات القرن الماضي، لكنها بدأت تستعيد أنفاسها وتجمع قواها، وكان بداية عودتها على الساحة الدولية عام 2008م إثر تدخلها العسكري في جورجيا، وقد كان لروسيا مصالح قومية عليا لا يمكن التساهل بها أو تجاهلها.
أيضاً تمتلك نزعة إمبراطورية فلا تستطيع أن تبقى داخل حدودها بدون مدى حيوي لها وامتدادات خارجية، فإن روسيا تاريخياً تعتقد أن جهود بلد واحد لا تكفي لتحقيق القوة والنفوذ لها خصوصاً إذا كان بلداً فلاحياً مثل روسيا مما يقضي بمد نفوذها إلى دول أخرى، وباتت ترى أن الشرق الأوسط يمثل إحدى أولويات سياستها الخارجية وتسعى من خلالها لإعادة مجدها ونفوذها السابق كقوة عظمى حيث أصبحت منطقة الشرق الأوسط أرض اختيار رئيسية لمحاولات روسيا للعودة إلى الساحة العالمية وإثبات وجودها، فإن تدخلها في منطقة الشرق الأوسط يساعدها على:
1-الوصول إلى المياه الدافئة من خلال مد نفوذها إلى بعض الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط.
2-أيضاً تواجدها في دول المطلة على المتوسط يساعدها على إقامة خط دفاع لها لكي يمنع توسع الناتو والولايات المتحدة الأمريكية اتجاه منطقة الشرق الأوسط.
3-سعي روسيا لتأمين مصالحها الاقتصادية والتجارية ولتوسيع أسواق صادرات روسيا من السلاح والقمح، وتسعى أيضاً لجعل المنطقة أكثر هدوء واستقرار لتنعم شعوبها ودولها بثمار التعاون والاستقرار
وقد عملت روسيا على بناء علاقات مع بعض دول الشرق الأوسط حيث كانت ترى أن العلاقات مع دول الشرق الأوسط تجنبها العزلة الدولية، أيضاً قامت روسيا بالتدخل بالأزمات التي تحصل في المنطقة، لإبراز مكانتها على المستوى الدولي وتوطيد نفوذها في المنطقة، وإحدى أشكال هذا التدخل؛ تدخلها في سوريا الذي تحول تدريجياً إلى احتلال.
يتناول هذا البحث في المبحث الأول الحديث عن مدى أهمية منطقة الشرق الأوسط لروسيا، وأبرز اهداف روسيا اتجاه منطقة الشرق الأوسط.