لقد سعى النظام السوري المجرم إلى استخدام سياسة الحصار على المدن السورية منذ بدء الثورة السورية في آذار/مارس 2011 كنوع من العقاب الجماعي للمدن الثائرة ضد النظام، باعتبار أن هذا العقاب هو الأقل تأثيراً على الرأي العام الدولي، بالتوازي مع تأثيره الواسع على السكان.
محافظة درعا:
وقد بدأ تطبيق سياسة الحصار الجماعي في سورية منذ الشهر الثاني للثورة، حيث قامت الفرقة الرابعة في الجيش السوري ابتداء من تاريخ 4/5/2011 بفرض حصار كامل على محافظة درعا، ومنعت الدخول والخروج منها، كما قامت بقطع الإمدادات الغذائية والصحية، وقطع إمدادات الكهرباء والماء والهاتف، واستمر الحصار إلى نهاية الشهر التالي، حيث بدأ يخف تدريجياً بعد ذلك.
وقد أدى حصار درعا آنذاك إلى ردة فعل كبيرة في الرأي العام المحلي والدولي، حيث كانت الحالة الأولى التي يتم فيها تطبيق هذه السياسة، وانطلقت حملة قادها بعض الفنانين والمثقفين، عرفت باسم "الحليب من أجل أطفال درعا" .
وبالتوازي مع حصار درعا، فرض حصار آخر على مدينة بانياس، استمر لعشرة أيام تقريباً، ابتداء من 3/5/2011، وفي نهاية الشهر نفسه فرض حصار على الرستن وتلبيسة ابتداء من يوم 29/5/2011.
مع دخول الشهر السادس للثورة، توسع استخدام سياسة الحصار، وانتقل من الحصار الجزئي لأسابيع إلى الحصار الطويل، ونتيجة لانعدام ردود الفعل الدولية تقريباً تجاه تطبيقها السابق، وللأثر الذي أحدثته في الضغط على المدنيين، وإضعاف مقاومتهم لقواته.
محافظة اللاذقية:
ففي يوم 14/8/2011 بدأ حصار مدينة اللاذقية، حيث قطعت الكهرباء والماء عن المدينة، بالإضافة إلى منع الدخول والخروج منها، للأفراد والسلع، وبدأت حملة عسكرية للنظام المجرم استهدفت بشكل أساسي حي الرمل الجنوبي، حيث استخدمت فيها القوات البرية والبحرية، ورغم انتهاء العمليات العسكرية في ذلك الحي، إلا أن الحصار على اللاذقية استمر لعدة أشهر بعد ذلك.