بقلم الدكتور نبيل العتوم
قال وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي: إن أي إجراء سيتخذ بحق الملاحة الإيرانية فإن الرد الإيراني سيكون قاسيًا ومحكمًا ومدمرًا، فردّة فعل وزير الدفاع الإيراني جاءت على إثر التهديدات الإسرائيلية بالحدّ من تهريب صادرات إيران النفطية، ويذكر بأنه في وقت سابق تعهد بنيامين نتنياهو بأن البحرية الإسرائيلية قد تتخذ إجراءات غير مسبوقة لوقف تهريب إيران للنفط، وقال: إن القوات الإسرائيلية يمكنها إذا ما اقتضت الحاجة أن تمنع إيران من تهريب النفط ، داعياً القوى العالمية لإحباط أي محاولة من طهران لتفادي العقوبات الأميركي،وأبلغ نتنياهو ضباط البحرية بأن إيران لا تزال تتبع إجراءات سرية لشحن الوقود مثلما كانت تفعل قبل إبرامها الاتفاق النووي عام 2015، في الوقت الذي تحاول فيه إيران التحايل على العقوبات من خلال تهريب النفط خفية عبر مسارات بحرية. وبناء على مدى تلك المحاولات، سيكون للبحرية دور أكثر أهمية في وقف هذه الأفعال الإيرانية داعياَ المجتمع الدولي كلّه إلى وقف محاولات الالتفاف من إيران على العقوبات بأي وسيلة ممكنة.
وفي ردّة فعله على تلك التهديدات الإسرائيلية المتعلقة بموضوع الصادرات الإيرانية من النفط، قال وزير الدفاع الإيراني "أمير حاتمي": إن هذا الأمر يعتبر نوعًا من قطع الطريق، وسيؤدي إلى خلق حالة من التوتر الدولي.
ولكن ما مدى جديّة هذه التهديدات الإسرائيلية التي تهدف إلى الوقوف في وجه الصادرات الإيرانية من النفط؟ وإذا وقعت هذه التهديدات كيف سيكون الرد الإيراني؟
من المؤكد بأن التهديدات الإسرائيلية تتزامن مع زيادة وتيرة المساعي الأمريكية الهادفة إلى زيادة رقعة العقوبات المفروضة على إيران لتشمل موضوع التأمين على السفن الملاحية الإيرانية، وإذا ما أثمرت هذه المساعي، فإن شركات التأمين العالمية لن يعد بمقدورها التأمين على السفن الإيرانية، وبالنتيجة فإن السفن الإيرانية ستبحر دون أن يكون هناك تأمين عالمي عليها، وهذا الأمر في الحقيقة سيمهّد لإسرائيل بأن تقوم باستهداف ناقلات النفط الإيرانية وربما تغامر إسرائيل بضرب السفن الإيرانية، فالبحرية الإسرائيلية التي تمتلك طرادات للسفن، كما تملك أسطولاً صغيراً من الغواصات، وأغلب نشاط البحرية الإسرائيلية في البحرين: (المتوسط والأحمر).
بموازاة ذلك، تتضمن وسائل تهريب النفط الإيراني أساليب معروفة مثل تغيير أسماء السفن، أو تسجيلها لدى دول أخرى، ورفع أعلام تلك الدول عليها، وإيقاف أجهزة تحديد مواقع السفن، ونظام الاتصالات ونقل الشحنات من سفينة إلى أخرى في عرض البحر بعيداً عن الأنظار، وهذه الاستراتيجيات والأساليب الإيرانية سيكون لها تداعيات خطيرة على حركة الملاحة العالمية خاصة في حال أصبحت ناقلات الشبح الإيرانية غير موجودة على مسارات وخطوط الملاحة الدولية.
وقد تلجأ إيران إلى محاولة إعاقة حركة الملاحة العالمية في مضيق هرمز في حال اتخاذ أية خطوات تصعيدية وفي إزائها قد دعم خامنئي اقتراح الرئيس حسن روحاني بأن تمنع إيران صادرات النفط الخليجية إذا تمّ إيقاف صادرات النفط الإيرانية.
فمن الواضح بأن التصعيد الإسرائيلي باستهداف شحنات النفط الإيراني عرقلتها لم تواجه أي اعتراض أميركي مما يشي بأن هذه الخطوة قد تلقى ترحيب واشنطن وربما انخراطها مع تل أبيب بشكل مباشر لتبني هذه الخطوة.